يُعد جهاز الضغط من الأدوات الطبية الأساسية لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يقيس ضغط الدم ويعطي قراءة دقيقة لضغط الدم الانقباضي والانبساطي. يرتفع ضغط الدم وينخفض بشكل طبيعي على مدار اليوم، ومعرفة معدل الضغط الطبيعي من الأمور المهمة خاصةً في حالة وجود عوامل خطر لارتفاع الضغط مثل السمنة وأمراض القلب وغيرها،او انخفاضه بسبب بعض الحالات المرضية أو تناول بعض أنواع الأدوية. فما هو الضغط الطبيعي؟  وأنواع جهاز الضغط، هل ارتفاع ضغط الدم يؤثر على ضغط العين؟ وهل انخفاض الضغط يسبب الوفاة؟ سنجيب عن كل هذه التساؤلات في السطور التالية: 

ما هو الضغط الطبيعي؟

الضغط الطبيعي هو القوة التي يدفع بها الدم جدران الأوعية الدموية مسبباً تمددها، والسبب الرئيسي لضغط الدم هو انقباض القلب الذي يضخ في كل ضربة من ضرباته كمية من الدم بقوة في الشرايين،يكون ضغط الدم مرتفعًا في الشرايين في البداية، ثم يتناقص تدريجيًا مع مروره عبر الشرايين الأصغر والشعيرات الدموية والأوردة. وعلى الرغم من أن متوسط ضغط الدم يظل ثابتًا في الظروف العادية، فإنه قد يظهر تقلبات طفيفة على مدار اليوم، إذ قد ينخفض في أثناء الاسترخاء ويتزايد مؤقتًا في أثناء الانفعال أو في حالات التوتر. 

ضغط الدم يُعبَّر عنه برقمين: الأول هو “الضغط الانقباضي” أو الرقم العلوي، ويُعبّر عن الضغط الذي يحدث عندما تنقبض عضلة القلب وتدفع الدم عبر الشرايين. والثاني هو “الضغط الانبساطي” أو الرقم السفلي، ويمثل الضغط في الشرايين عندما يكون القلب في وضع الاستراحة بين كل نبضة والتي تليها.

 معدل ضغط الدم الطبيعي عند قياسه بجهاز الضغط بناء على البيانات الحديثة لمنظمة القلب الأمريكية: 

الضغط الانقباضي أقل من 120، والضغط الانبساطي أقل من 80.ويختلف المعدل الطبيعي للضغط حسب العمر اختلافات طفيفة وفقًا للمرحلة العمرية والنوع ويظل ضمن النطاق الطبيعي. 

فمعدل الضغط الطبيعي حسب العمر للرجال : الفئة العمرية التي لديها أدنى قراءة طبيعية لضغط الدم هي الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و 35 عامًا (114.5 / 75.5)، أما الفئة العمرية ذات أعلى قراءة طبيعية لضغط الدم هي الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 61-65 عامًا (143.5 / 76.5). أما نطاقات ضغط الدم الطبيعي حسب العمر للنساء: كما هو الحال مع الرجال، يختلف متوسط ضغط الدم لدى النساء أيضًا حسب الفئة العمرية، وتُعد الفئة العمرية ذات أعلى قراءة طبيعية لضغط الدم هي النساء في الفئة العمرية 56-60 عامًا (132.5 / 78.5).

ما هو جهاز ضغط الدم؟

يتم قياس ضغط الدم للإنسان عن طريق جهاز الضغط وهي عدة أنواع نوضحها فيما يلي:

1- جهاز الضغط الزئبقي: يتكون جهاز قياس ضغط الدم الزئبقي من شريط قماشي وكرة مطاطية وعمود زئبقي. ويتم قياس الضغط فيها عن طريق لف القطعة القماشية حول يد المريض تماماً فوق منطقة المرفق، ويتم وضع سماعة الطبيب بين القطعة القماشية ويد المريض. ثم نفخ الكرة المطاطية حتى النهاية وعند سماع نبض في السماعة يتم تسجيل القراءة التي تظهر على العمود الزئبقي والتي تمثل ضغط دم المريض الانقباضي والثانية تعبر عن الانبساطي. يعتبر الضغط الطبيعي للدم أقل أو يساوي 120/80 .

2- جهاز الضغط الإلكتروني: هي الطريقة الأسهل والأبسط والتي تناسب كبار السن والحالات الخاصة وجميع الأعمار، وتعتبر خالية من أي تعقيد بحيث يتكون الجهاز من شاشة تظهر عليها القياسات مرتبة بطريقة عامودية؛ الضغط الانقباضي على الانبساطي وتبين أيضاً قيمة النبض لدى المريض. يعمل جهاز قياس الضغط الإلكتروني بواسطة حزام قماشي يُوضع حول الذراع، حيث يتم توصيله بالجهاز الذي عادةً يعتمد على بطاريات. يتم قياس ضغط الدم من خلال تثبيت الحزام في المنطقة العلوية للذراع فوق المرفق مباشرةً، ومن ثم تشغيل الجهاز ليقوم تلقائيًا بضغط الحزام وقياس ضغط الدم بدقة وبشكل مريح للمريض.

 يتساءل الكثيرون حول دقة جهاز الضغط الإلكترونى، وأيهما أفضل جهاز الضغط الزئبقي أم جهاز الضغط الإلكتروني؟ في الواقع يعتبر جهاز الضغط الزئبقى هو الجهاز الأكثر دقة، جهاز الضغط الزئبقي يتمتع بدقة وحساسية أعلى مقارنة بـ الإلكتروني.هناك اختلاف بسيط في دقة القراءات بين جهاز الضغط الزئبقي والإلكتروني. ورغم أن الجهاز الإلكتروني قد يكون أقل دقة نسبيًا، إلا أنه يتميز بسهولة الاستخدام، ما يجعله خيارًا مفضلاً خصوصًا في الحالات التي تتطلب متابعة مستمرة لقراءات ضغط الدم من قبل المريض.

3- جهاز الضغط هولتر : يعرف جهاز هولتر لقياس ضغط الدم، وهو أحد أشكال جهاز الضغط الإلكتروني، بأنه جهاز صغير متنقل يبقى متصل بجسم الشخص ليقوم بقياس وتسجيل ضغط الدم بشكل متواصل لمدة 24 ساعة.

جهاز هولتر يتكون من قطعة قماشية شبيهة بتلك المستخدمة في جهاز الضغط الزئبقي أو الإلكتروني، حيث يتم لفها حول الجزء العلوي من الذراع فوق المرفق مباشرة. وتتصل هذه القطعة بجهاز صغير يُثبت عادةً على الخصر أو الحوض، يعمل على تسجيل قراءات ضغط الدم على مدار فترة زمنية محددة لمراقبة التغيرات بشكل دقيق، إذ يقوم الجهاز بتسجيل الضغط كل 30 دقيقة خلال النهار، وكل ساعتين خلال الليل، ثم عند زيارة الطبيب مرة أخرى يقوم باستعراض كل قراءات الضغط التي سجلت خلال ال24 ساعة السابقة. 

هل انخفاض الضغط يسبب الوفاة؟

انخفاض ضغط الدم هو حالة يحدث فيها تدفق الدم بقوة ضعيفة جدًا على جدران الشرايين ويُطلَق عليها أيضًا نقص ضغط الدم. تفاوت معدل انخفاض ضغط الدم من شخص إلى آخر، استخدم جهاز الضغط لمراقبة القراءات فالمعدل المنخفض لأحد الأشخاص قد يكون طبيعيًا بالنسبة إلى شخص آخر.انخفاض ضغط الدم قد يكون في بعض الحالات علامة على وجود مشكلة صحية كامنة. ويحدث ذلك على وجه الخصوص عندما ينخفض ضغط الدم فجأة أو عندما ينخفض وتصحبه أعراض، قد لا يسبب انخفاض ضغط الدم أي أعراض تلاحظها. أو قد يسبب الدوخة والإغماء. انخفاض ضغط الدم يمكن أن يكون في بعض الأحيان خطيرًا وقد يهدد الحياة، خاصة إذا كان ناتجًا عن حالات صحية خطيرة مثل الجفاف أو مشاكل في القلب أو الهرمونات. من الضروري معرفة السبب وراء انخفاض ضغط الدم لتقديم العلاج المناسب في حال كان هناك حاجة لذلك. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، مثل الأمراض المزمنة أو تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على ضغط الدم. ومن هذه الحالات:

• تؤدي التغيرات التي تحدث أثناء الحمل إلى تمدد سريع في الأوعية الدموية، مما قد يسبب انخفاضًا في ضغط الدم. ومن الشائع حدوث انخفاض الضغط خلال أول 24 أسبوعًا من الحمل، حيث يميل الجسم إلى التأقلم مع هذه التغيرات تدريجيًا. وبعد الولادة، يعود ضغط الدم غالبًا إلى مستواه الطبيعي قبل الحمل.

• الحالات المَرضية للقلب وصماماته: قد تؤدي النوبة القلبية وفشل القلب واعتلال صمامات القلب وانخفاض سرعة القلب إلى انخفاض ضغط الدم.

• الأمراض المرتبطة بالهرمونات: مرض أديسون الذي يصيب بعض الغُدد التي تفرز الهرمونات الأساسية إلى انخفاض ضغط الدم، كذلك قد يؤدي مرض السكري إلى انخفاض ضغط الدم.

• الجفاف: ينخفض مقدار الدم في الجسم عندما لا يتوفر الماء في الجسم بالقدر الكافي. ويؤدي ذلك إلى هبوط مستويات ضغط الدم. قد تؤدي الحُمّى والقيء والإسهال الحاد والإفراط في استخدام الأدوية المدرّة للبول والتمارين الشاقة إلى الإصابة بالجفاف.

• نزف الدم: يقلل نزف الكثير من الدم كمية الدم أيضًا، ما يؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم. 

• العَدوى الشديدة: عند دخول عَدوى ما إلى مجرى الدم، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل يهدد الحياة، يُسمى الصدمة الإنتانية. 

• الإصابة بتفاعل تحسُّسي شديد، يُعرف أيضًا بالتَّأَق: من أعراض التفاعل التحسسي الحاد الهبوط المفاجئ والشديد في مستوى ضغط الدم.

• نقص العناصر المُغذية في النظام الغذائي: قد يؤدي انخفاض مستويات فيتامين ‎B-12 وحمض الفوليك والحديد إلى عدم قدرة الجسم على تكوين ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.

• وتُسبب بعض الأدوية انخفاض ضغط الدم مثل: جميع أدوية ضغط الدم. وأدوية داء باركنسون والأدوية التي تحتوي على الليفودوبا ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتشمل دوكسيبين و إيميبرامين.

من المهم مراقبة ضغط الدم باستخدام جهاز الضغط لأنه تقل مستويات الأكسجين في الجسم بسبب انخفاض الضغط الحاد، ما يؤدي بدوره إلى الإضرار بالقلب والدماغ. انخفاض الضغط لا يشكل خطرًا إذا لم تظهر أعراض، ولكن إذا ظهرت علامات نقص التروية فقد يؤدي إلى الوفاة دون علاج فوري.

هل ارتفاع ضغط الدم يؤثر على ضغط العين؟

يعد ارتفاع أو انخفاض ضغط العين من المشكلات الصحية التي تؤثر على صحة العين بشكل كبير. يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يؤثر على ضغط العين. في العديد من الحالات، قد يكون هناك ارتباط بين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط العين، لكن العلاقة ليست بالضرورة مباشرة.

عند مراقبة ضغط الدم باستخدام جهاز الضغط ويكون مرتفعًا بشكل مستمر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية في العين، مما قد يؤثر على التدفق الطبيعي للسوائل داخل العين. في بعض الحالات، قد يتسبب هذا في تراكم السوائل داخل العين، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل العين.

ومع ذلك، ليس بالضرورة أن ارتفاع ضغط الدم يسبب دائمًا ارتفاع ضغط العين، وأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على صحة العين وضغطها، مثل الوراثة، العمر، والمشاكل الصحية الأخرى. لذلك، من المهم مراقبة ضغط العين بشكل دوري، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

الخدمات التي تقدمها صيدلية الأسرة

تعتبر صيدليات الأسرة وجهة موثوقة للعديد من الخدمات الصحية، ومنها خدمة قياس ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، حيث يتوفر فريق من الصيادلة الخبراء الذين يقومون بقياس هذه المؤشرات الصحية بدقة باستخدام جهاز الضغط الحديث. الصيادلة ليسوا فقط مشرفين على الإجراءات، بل يقدمون أيضًا النصائح والإرشادات الطبية بناءً على نتائج القياس، مما يساعد الأفراد في متابعة صحتهم بشكل مستمر. في حال اكتشاف أي خلل في القراءات، يقوم الصيدلي توجيه المريض إلى استشارة الطبيب ومتابعة الفحوصات اللازمة، مما يعزز من صحة المجتمع ويسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة.

ختامًا، يعد استخدام جهاز الضغط أمراً مهماً وروتيني عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية وتسجيل القراءات، يمكن الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي باتباع عادات يومية صحية مثل: ممارسة الرياضة، التخلص من الوزن الزائد، اتباع نظام صحي، الحد من استهلاك الملح، والإقلاع عن التدخين والكحول، فإن الحفاظ على ضغط طبيعي للدم من الأمور المهمة التي تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والكلى وغيرها، ويُوصى بقياس ضغط الدم بجهاز الضغط بانتظام خاصةً لمن لديهم عوامل الخطر التي قد تسبب ارتفاعه أو انخفاضه، واستشارة الطبيب في حال أظهر جهاز الضغط قراءات مرتفعة أو منخفضة.

مراجع:

my.clevelandclinic.org/health/diagnostics/17649-blood-pressure